الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهوني على نفسك وخففي من هذا الحب الذي بلغ بك درجة تجاوزت الحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي.
ثم اعلمي أن هذا الرجل ما زال أجنبيا عليك، ولا يحل لك منه ولا منه لك ما لا يحل بين الأجانب.
واعلمي كذلك أنه إذا لم يثبت أن أباك معضل لك عن التزويج فإنه لا سبيل إلى أن تتزوجي من هذا الرجل إلا برضا أبيك. ففي الحديث الصحيح: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل. رواه الخمسة.
فعليك أن توسطي أهل الفضل والصلاح إلى أبيك، فإن قبل الموضوع فالحمد لله، وإن رفضه وأصر على ذلك فارضي بما قسمه الله لك، واصبري واحتسبي في ذلك الأجر من الله، ولا تستمري في رفض الخطاب معلقة نفسك فيما لا طمع فيه، فإن العاقل هومن يكيف نفسه مع المقادير ويرضى بالواقع.
والله أعلم.