الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قبول العمرة أمره إلى الله، وقد جعل الله من وسائل قبولها أداءها بإخلاص وموافقتها للسنة، ولا يمنع من قبولها وقوع المشاكل بين الأخوين، وننصحك أن تسعى في نصح الأخوين والسعي في الإصلاح بينهما، فقد قال الله تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء: 114}.
كما ننصحك بترغيب الأخ الأكبر الذي قلت إنه مظلوم بدفع سوآى أخيه بالحسنى والصبر عليه والسعي في هدايته، فإن ذلك من أنفع العلاج للمشكلة، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت: 34-35}.
وفي صحيح مسلم أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله؛ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك.
ورغبه في المحافظة على أذكار الصباح والمساء ليحصن بها نفسه، ممن يكيد له من الجن والإنس.
والله أعلم.