الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الأمر كما تقولين أختي السائلة من أن عملك في قسم التحويلات في البنك الربوي لا يمت إلى الربا أو الحرام بصلة فإنه لاحرج عليك في هذا العمل. لكن لا بد من التنبيه في هذه المسألة إلى ثلاثة أمور: الأمر الأول: أن بعض الناس قد يظن في أعمال يقوم بها أنها مما لا علاقة له بالربا مع أن الأمر خلاف ذلك، ومن ذلك كتابة أو حمل ورقة لها تعلق بالربا، لأن ذلك من الإعانة على الربا والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}، وقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله الربا آكله وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال هم سواء. رواه مسلم. فلم يكن اللعن لآكل الربا وحده بل شمل الموكل والكاتب والشاهد وراجعي الفتوى رقم: 49772 والفتوى رقم: 49797. والأمر الثاني: أن التحويلات البنكية لا تخلو من الربا في الغالب لأنهم لا يلتزمون بالتقابض عند المصارفة، ومن المعلوم أن التقابض شرط في الصرف حتى يخلو من ربا النسيئة. وراجعي الفتوى رقم: 3702. والأمر الثالث:أن الأفضل والأحوط لدين المرء هو البعد عن العمل عند المرابين ولو كان العمل في ذاته مباحا وراجعي الفتوى رقم:6880.
والله أعلم.