الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يفرج كربتك ويزيل وحشتك ويسوقك إلى الرشاد وصلاح الحال. واعلمي أن واجب زوجك هو حسن عشرتك والتوسيع عليك ومنع أذى أهله عنك استجابة لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}، ويتأكد في حقه ذلك عندما تكونين حاملا أو في حالة توتر نفسي. ومن واجبه كذلك أن ينهى أهله عما يظلون فيه من الغيبة، وخاصة أنها غيبة زوجته. ولا نرى أنك على خطأ فيما قصصت لأن من حقك أن تدافعي عن نفسك، وتكافئي من أساء عليك بمثل إساءته. قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ {البقرة: 194}.
وعلى كل حال فإذا كنت متضررة من معاملة زوجك لك، أومن الإهانات التي يلحقها بك أهله، وهو لا يريد أن يزيل ذلك عنك أو يكشف عنك مكروها، فمن حقك أن تطلبي منه الطلاق إذا كنت ترغبين فيه. قال خليل: ولها التطليق بالضرر البين ولو لم تشهد البينة بتكرره. وإذا كنت تستطعين تحمل ما أنت فيه، فالأفضل الإبقاء على كيان الأسرة، وعسى أن تؤجري بما تصبرين عليه من الإهانة.