الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان ينبغي لك إذ عاتبت عميد الكلية فاعتذر بالانشغال أن تقبل عذره وأن تحسن الظن به، فهذا التعامل اللائق بين المسلم وأخيه أن يحسن الظن به، ويحمل مواقفه على أحسن المحامل.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً.
ولاشك أنه كان الأولى بعميد الكلية أن يلتفت إليك أول مرة ويعتذر لانشغاله، ولكن طالما اعتذر فاقبل عذره، وإن كان هذا العميد مبتلى بالكبر -ويظهر ذلك بقرائن أحواله- فلك أن تعظه سراً أو أن ترسل له خطاباً على بريده تخوفه فيه بالله، وتبين له عاقبة المتكبرين، واستفد من الفتوى رقم: 10706.
والله أعلم.