الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن توفيق الله لك بالدعاء والعبادة من علامات الخير والقبول إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى {الليل:5-6-7}، قال شيخ الإسلام: إذا ألهم العبد أن يسأل الله الهداية ويستعينه على طاعته أعانه وهداه، وكان ذلك سبب سعادته في الدنيا والآخرة، وإذا خذل العبد فلم يعبد الله ولم يستغن به ولم يتوكل عليه وُكِلَ إلى حوله وقوته فيوليه الشيطان، وصد عن السبيل، وشقي في الدنيا والآخرة.
وبناء على هذا.. فالذي يقتضيه فضل الله تعالى وسعة رحمته وكمال كرمه وجوده هو أن من واظب على الدعاء وحسن التوكل وحسن الظن مع العمل الصالح أنه لن يضل عن الصراط المستقيم مع كثرة الدعاء بالثبات والخوف من مكر الله أو تقليب القلب، وهذا هو حال السلف جمعوا إحساناً وخوفاً، كما قال الحسن: المؤمن جمع إحساناً وخشية. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية، ألا أن سلعة الله الجنة. رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
والله أعلم.