الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعينك في الصبر على ما تجدينه من أم زوجك، وننصحك بأن تهوني على نفسك، فلا تهلكيها بما تكبدينها من التيئيس والتعب والبكاء، واعلمي أن المؤمن لا يصيبه إلا ما هو خير له، روى مسلم من حديث صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وتجنبي تمني الموت، فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم: في حديثه الشريف، قال لا يتمنى أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي. رواه مسلم. وأما فيما سألت عنه فالأصل أنه لا يجب عليك أن تسكني مع أم زوجك. بل من حقك أن تسكني في مكان مستقل، قال خليل: ولها الامتناع من أن تسكن مع أقاربه. إلا أن الذي فهمناه من السؤال هو أن هذه الأم ستبقى وحيدة في البيت لو ذهبتم أنتم عنها وقد يوغر ذلك صدرها على ولدها وعليك أنت، ثم إنه قد تكون عرضة للضياع لو فعلتم ذلك فلا ينبغي لك طلب الانتقال لما قد ينشأ عنه من آثار واضحة.
والله أعلم.