الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صبغ الشعر بغير السواد جائز للجميع؛ بل ذهب بعضهم إلى استحبابه إذا كان المصبوغ شيبا وهذا هو الراجح، لما ورد في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد.
فالنهي إنما ورد عن السواد فذهب بعض أهل العلم إلى كراهته وبعضهم إلى تحريمه، أما غيره فيستحب تغيير الشيب به ما لم يكن في ذلك غش أو خداع أو تدليس، كأن يفعله من يتقدم للزواج ليظن أنه شاب وهو ليس كذلك، وكأن تفعله المرأة لنفس السبب، فهذا يُمنع من باب أن هذه الأمور لا تجوز أصلاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. رواه ابن حبان في صحيحه وأصله في صحيح مسلم.
ونقل الحافظ في الفتح عن ابن شهاب قال: كنا نخضب بالسواد إذا كان الوجه جديداً فلما نغض الوجه والأسنان تركناه.
وعلى هذا فإن كان الصبغ بالأشقر والأحمر بقصد التدليس والغش.... فإنه لا يجوز، وإذا خلا من ذلك فإنه مستحب كما مر، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 586.
والله أعلم.