الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما نسبته لأمك من الزنا وقذف الناس وذمهم والإساءة إلى الجيران معاص شنيعة وفواحش كبيرة، وأكبر منها أنك ذكرت أنها لا يعجبها كلام الخالق، وأنها تحلل الربا والنميمة والنفاق والذم.
ومع كل هذا، فإن حقها عليك في البر كأم باق رغم ما نسبته لها من المنكرات، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [سورة لقمان: 15].
فالواجب أن تسترها وتنصحها بالرفق واللين وتدعو لها بالهدى والصلاح والاستقامة آناء الليل وآناء النهار، وأما أن تفكر في قتلها، فذاك عقوق ما فوقه عقوق.
ثم إن قتل المؤمن سبب في الخلود في النار، وفي لقاء أشد العذاب، قال الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [سورة النساء: 93].
وعلى تقدير صحة ما نسبته لها مما هو مخرج من الملة، فإن الذي يحق له تنفيذ الحد فيها هو الإمام الأعظم، مع أنه من الجائز أن تكون تابت منه.
والله أعلم.