الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد شرع الله عز وجل للمسلم رد الاعتداء على من اعتدى عليه، و أوجب رفع الظلم عمن ظلم. والتصرف الصحيح فيما ذكرت أن يرفع المعتدى عليه مظلمته إلى ولي الأمر، وحينئذ يجب على ولي الأمر أن يرد المعتدي ويقتص منه وينصف المظلوم أو المعتدى عليه ويصلح بين الجميع. قال الله تعالى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الحجرات:9}. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن والقتال فيها وقال إن القاتل والمقتول في النار. ففي الصحيحين من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، فقلت يارسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه.