الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن حزب التحرير وقع في انحرافات عقدية خطيرة تكفي في وصمه بأن أصحابه من أهل البدع، وانظر الفتوى رقم: 34834 والفتوى رقم: 13372 والفتوى رقم: 29120 والسماح لهم باستغلال المسجد للقاءاتهم ونشاطاتهم فيه عدة محاذير قد تربو على مصلحة حصول المال:
1- فيه نوع إعانة لهم على ما هم فيه من الانحراف، فإنهم لا يكتفون بمجرد التحدث مع بعضهم والمصافحة والاجتماع العادي، لأنهم لو أرادوا ذلك لفعلوه في بيوتهم، بل لا بد لهم من إقامة بعض الدروس فيما بينهم، وقد يقرءون فيها شيئا من مناهجهم المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
2- إذنكم لهم باستغلال المسجد قد يؤدي بهم إلى التفكير في استغلاله فترة أطول، بل ربما أدى بهم إلى التفكير في انتزاعه منكم، وهذا معلوم من حال الجماعات في أوروبا.
3- قد يكونون سببا في استعداء الحكومة عليكم بما يقومون به من نشاطات غير منضبطة بضوابط الشرع، فيشوشون عليكم في دعوتكم، وقد يقوضون هذا الصرح الذي جعلتموه للدعوة إلى الله عز وجل.
4- قد يكون في ذلك ترويح لهم ولنشاطاتهم، فقد يحضر عندهم في المسجد من عوام المسلمين ما يكونون سببا في انحرافه وتحزبه.
5- أنه قد ذهب جماعة من الفقهاء إلى كراهة إجارة المسجد وعللوا ذلك بأن المساجد لا تبنى للكراء
سئل ابن القاسم رحمه الله تعالى أرأيت إن بنى رجل مسجدا فأكراه من يصلي فيه؟ قال: لا يصلح هذا في رأيي لأن المساجد لا تبنى للكراء. اهـ. من المدونة. ونظرا لما تقدم فإننا ننصح الإخوة بعدم إيجار المسجد لجماعة حزب التحرير، ولعل الله سبحانه وتعالى يغنيهم عن ذلك، وقد قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة: 28}.
والله أعلم.