الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعبارة أستحلفك ليس معناها بالله افعل كذا. ولا هي في قوة اليمين، لأن أستحلفك معناها أطلب منك الحلف، مثل أستشيرك معناها أطلب منك الإشارة، وأستكتبك أطلب منك الكتابة، فالسين والتاء قال أهل اللغة إنهما للطلب.
وعليه.. فلا وزر في عدم الاستجابة على المستحلِف بكسر اللام، ولا على المستحلَف بفتحها.
وأما الذي قال بالله على كل من يسمع ندائي أن يدعو لنا، فقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان يجب على من يسمعه أن يدعو له من باب وجوب إبرار القسم أم أن ذلك مستحب فقط وليس واجبا؟ والذي اعتمده جمهور العلماء هو الندب، وراجع فيه فتوانا رقم: 17528. وعلى القول بأن إبرار القسم واجب فإن الإثم يكون على المقسم والمحنث، ولكن الكفارة تختص بالمقسم. والإثم على القول به لا يقع إلا فيما هو مقدور عليه، وأما ما لا يستطاع فلا إثم فيه. قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. وقال: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج ٍ{الحج: 78}