الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حقيقة لما يسمى بالعهود السبعة السليمانية، وإنما هي خرافات وخزعبلات وادعاء أكاذيب على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام، ورد في بعض الكتب أن الذي يسمى بالتابعة هي التي أعطت لسليمان هذه العهود السبعة، والتي صارت بعد تسمى بالعهود السبعة السليمانية.
جاء في كتاب الرحمة في الطب والحكمة أن: التابعة عجوز شمطاء تهدم الدور والقصور، وتقلل الرزق بالليل والنهار، وتخلف الربا والأشرار، فما أن علم بها سليمان حتى أمر بجرها بالسلاسل والأغلال، وعذبها عذاباً شديداً، وقال لها: كيف نخفف عنك العذاب والشر كله منك، قالت: يا نبي الله، أنا التابعة التي أخلي الديار، وأنا معمرة الهناشير والقبور، وأنا التي مني كل داء ومضرة، نومي على الصغير فيكون كأن لم يكن، وعلى الكبير بالأوجاع والأمراض والعلل والبلاء العظيم والفقر، وأسلط عليه ما لا يقدر عليه، ونومي على المرأة عند الحيض أو عند الولادة فتعقر ولا يعمر حجرها، ونومي على التاجر في تجارته بعد الفرح بالربح فيها فيخيب ويخسر. وأخذت تعدد ألوانا وأصنافا من العذاب والبلاء التي تمتحن بها عباد الله، وقد أعطته العهود والمواثيق -العهود السليمانية السبعة- وأن من علقها فإنها لا تقربه في نفسه أو أهله أو ماله. انتهى ص: 95-96.
وهذا الكلام لا يعقله عاقل؛ إذ المتصرف في الكون هو الله وحده لا شريك له، وادعاء مثل هذه الأمور كفر وضلال، وكافة تلك العهود تزخر بالشرك، وفيها الاستغاثة بغير الله، وتحتوي على طلاسم وعزائم لا يُفقه معناها....
وننبه إلى أن كتاب الرحمة في الطب والحكمة يضم الكثير من هذه الكفريات والخرافات التي ليس لها أصل في الدين، بل أغرب من ذلك أن فيه الأمر بكتابة بعض الآيات بالنجاسة مما هو ردة صريحة، وقد نسب هذا الكتاب -كذبا- إلى الإمام السيوطي، ومعلوم أن عالما في منزلة السيوطي من الورع والزهد والتمسك بالسنة لا يقول مثل هذا الكلام.
والله أعلم.