الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ينبغي للمسلم أن يذكر خير أخيه المسلم وينشره ويشجعه على الازدياد من فعل الخير، ويشكره على ما قدمه له من خدمات، وما أسدى إليه من معروف، كما أن عليه أن يستر عليه ما صدر منه من أخطاء وتقصير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. رواه الترمذي وحسنه.
وعلى ذلك فكان ينبغي أن تشكري الأخت التي قامت بمساعدتك وتذكري خيرها وتستري أخطاءها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يشكر الله من لا يشكر الناس. رواه أحمد وأصحاب السنن.
وقد ذكر أهل العلم أن من معاني هذا الحديث، أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس إليه، ويكفر معروفهم، وبهذا يتبين لك خطأ ما وقعت فيه من ستر معروف أختك وعدم ذكره ونشر خطئها.
ولا شك أن هذا مرض يجب أن تعالجيه بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعو له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني، كما أن عليك أن تكثري من الاستغفار والدعاء لهذه الأخت، ولمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 34287، والفتوى رقم: 8543.
والله أعلم.