الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسرعة استجابة الدعاء وصدق الرؤى وتحققها أدلة على الخير. ففي حديث قدسي أخرجه البخاري يقول الله تعالى: وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه..
وما ذكرته من احتمال أن يكون سبب ذهاب ما كنت فيه من سرعة استجابة الدعاء وفقدان حلاوته ونحو ذلك هو أنك كنت تدعين على أولئك الذين وصفتهم بالظلم والقهر والسحر وغيرها هو أمر مستبعد، لأن الدعاء على مثل هؤلاء مباح، وراجعي في حكمه فتوانا رقم: 20322 ولعل السبب لما ذكرت هو إقامتك في المكان المذكور بين أهل المعاصي والفجور، أو أنه صدر منك شيء ما كنت تحسبينه كبيرا عند الله وهو بخلاف تصورك، أو أن الله أراد أن يدخر لك مقابل دعائك من الثواب ما هو خير لك من الاستجابة، أو أنه أراد لك أن لا تغتري بما كنت فيه، أو غير ذلك...
وعلى أية حال، فواجبك هو أن تبقي ملتزمة بأوامر الله ومبتعدة عن نواهيه، ومواظبة على النوافل والذكر والدعاء، ولا شك أن ذلك سيكون لك فيه خير كثير، سواء صحبته رؤى صادقة واستجابة دعاء ونحوها، أو لم يصحبه شيء من ذلك.
والله أعلم.