الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فراجع في تفسير ما سألت عنه فتوانا رقم: 23885. وقد وردت آيات تؤكد معنى هذه الآية، منها قول الله جل وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}. ولكن ليس معنى هذا أن المرء إذا حافظ على الطاعة ولم يعص الله أن النعم لا تزول عنه بوجه من الوجوه، بل يجوز أن تزول عنه النعم بسبب عصيان غيره، ويدل على هذا قول الله عز وجل: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً{لأنفال: 25}. قال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: يصدق بأن يكون التغيير من بعضهم، كما وقع يوم أحد بتغيير الرماة ما بأنفسهم، فعم البلية الجميع، وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث. وعليه فالآية إنما تعني المجتمعات وليس الأفراد، فإذا بقيت المجتمعات محافظة على أمر الله، استمرت لهم النعم، وإذا غير بعضهم وخالف أوامر الله جاز أن تزول النعم عنهم جميعا بسبب شؤم ذنوب البعض الذي غير.