الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأول ما نوصيك به في موضوع الصداقة، هو انتقاء الصديقات الخيرات والابتعاد عن الشريرات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
والمطلوب في الصداقة هو الوفاء والأمانة والصدق والبذل والثناء، فعليك أن تتحلي مع صديقاتك بهذه الصفات، وتبتعدي عن ضدها، ولا يجب عليك أن تتصلي بجميع صديقاتك وتخبريهن بأن إحدى صديقاتك حدث لها أمر معين أو قالت لك أو فعلت معك، بل ولا يندب لك مثل ذلك، وقد يكون غير مباح إذا تعلق بنحو غيبة. روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال. قال ابن حجر العسقلاني معلقاً عليه: والمراد أنه نهى عن الإكثار بما لا فائدة فيه من الكلام.
وفيما إذا كان ما تخبرين به صديقاتك غيبة ونميمة أم لا؟ فإننا نقول لك انظري فيه، فإن كان فيه ذكر الإنسان بما يكره فهو غيبة، وإن كان فيه سعي لإفساد بين اثنين أو إثارة فتنة أو كشف عما يكره صاحبه الكشف عنه فهو نميمة، وراجعي في تعريف كل من الغيبة والنميمية وما يباح منها وما لا يباح فتوانا رقم: 6710.
والله أعلم.