الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نقل الأولاد عن بلاد الكفر بغية تعليمهم وتنشئتهم تنشئة إسلامية فيه من المصلحة ما لا يخفى. وإن وضع الحجاب واجب على المرأة . قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ {الأحزاب: 59}. وقال: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ ...{النور: 31}. وإذا وضعت المرأة حجابها وحافظت على دينها وأخلاقها كانت قمينة بأن تسر بذلك وتضحك، لا أن تخجل من سخرية الكفار منها وضحكهم. ولها أن تأتسي بقول نوح ـ عليه السلام ـ لما سخر منه الكفار من قومه. كما حكى الله عنه: قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ {هود: 38}. وواجب ـ أيضا، على المرأة أن تطيع زوجها إذا أمرها بما لا إثم فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه أحمد وغيره.
وبناء على جميع ما تقدم، فإنك آثمة إذا لم تطيعي زوجك في المعروف، وآثمة إذا لم تضعي الخمار، وآثمة إذا لم تبعدي أولادك عن الكفر وتربيهم تربية صالحة، بل وآثمة أيضا إذا لم تنأي بنفسك عما وصفتِه بثرثرة الكفار وضحكهم من أهل الدين وإساءتهم عليهم.