الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن معنى الحديث الأول أن من خاف يعني خاف البيات والإغارة من العدو وقت السحر أدلج أي سار أول الليل، ومن أدلج بلغ المنزل أي وصل إلى المطلب، قال الطيبي رحمه الله: هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسالك طريق الآخرة فإن الشيطان على طريقه والنفس وأمانيها الكاذبة أعوانه، فإن تيقظ في مسيره وأخلص النية في عمله أمن من الشيطان وكيده ومن قطع الطريق بأعوانه.
وأما عن الحديث الثاني فإن الراحلة هي النجيبة المختارة من الإبل للركوب فهي كاملة الأوصاف فإذا كانت في إبل عرفت، ومعنى هذا كما اختار بعض المحققين أن مرضي الأخلاق من الناس الكامل الأوصاف قليل فيهم جداً كقلة الراحلة في الإبل، وقيل في معناه إن الناس متساوون ليس لأحد منهم فضل في النسب بل هم أشباه كالإبل المائة، ولكن المعنى الأول أرجح وقد رجحه النووي وابن حجر والسيوطي، وطالع لمعرفة المزيد في الموضوع شروح الصحيحين.
والله أعلم.