الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث المذكور جاء بلفظ: إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل فما جلاؤها يا رسول الله؟ قال: كثرة تلاوة كتاب الله تعالى وكثرة الذكر لله عز وجل. والحديث ضعفه غير واحد من أهل العلم منهم ابن الجوزي في العلل، والألباني في السلسلة. والصدأ المذكور معنوي، لأن جلاءه ونظافته يكونان بأمر معنوي وهو الذكر والتلاوة وذكر الموت كما جاء في بعض روايات الحديث. ويؤيد هذا المعنى ما رواه أصحاب السنن من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه. وهو الران الذي ذكره الله: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {المطففين:14}. والتمثيل بالأشياء الحسية للأشياء المعنوية كثير في القرآن والسنة وكلام العرب لتقريب المعاني إلى أذهان السامعين. وإذا صح الحديث فلا مانع أن يكون فيه معنى آخر أو معان أخرى لم نطلع عليها.