الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مزاح المرأة الشابة مع الرجال الأجانب من الأمور المحرمة لما فيه من إحداث الفتنة والخضوع بالقول، وقد قال الله سبحانه وتعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}، قال القرطبي في تفسيره: أي لا تلن القول، أمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال. انتهى.
ولأن المزاح مؤد إلى الضحك وقد نص بعض أهل العلم على أن تضاحك الأجنبية مع الأجنبي حرام يوجب تعزيرا، كما نص عليه صاحب مواهب الجليل بقوله: ومن تغامز مع أجنبية أو تضاحك معها ضربا عشرين. انتهى.
ومن هذا يتضح للأخت أنها قد أتت إثماً يجب عليها التوبة منه وهو ممازحتها لهؤلاء الشباب الأجانب عليها وإن كانوا أقارب لزوجها، ثم إن الاتصال بهذا الشاب فيه من المحاذير الشرعية والمفاسد ما لا يخفى وأهون ذلك أن يقوم هذا الشاب بإفساد علاقتها بزوجها من خلال ادعائه أن بينها وبينه علاقة مما قد يحدث الشكوك لدى زوجها وإفساد سمعتها بين الناس.
وعلى العموم فالذي ننصح به هو ترك المزاح مع أبناء أخت زوجك وغيرهم من الرجال، ثم الحذر من مخالطة الرجال الأجانب والحديث معهم إلا في أمور أقرتها ضوابط الشرع، هذا هو الذي يجب عليك الآن أن تفعلي وهو السبيل الوحيد لتصحيح الخطأ الذي صدر منك وهو المخرج من الموقف الحرج الذي أنت فيه، وما سوى ذلك قد يجرك إلى ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة، وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 22064.
والله أعلم.