الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا شك أن طاعة الوالدين في المعروف من أوكد الواجبات لقول الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {الاسراء: 23}. وعلى هذا فقد كان من الواجب عليك التوقف عن الزواج من هذه المرأة ما دام والداك غير راغبين فيها لأن طاعتهما واجبة، وزواجك من هذه المرأة بعينها غير واجب، ومعلوم أن الواجب مقدم على غير الواجب عند التعارض. وبهذا تعلم أنك أتيت ذنبا تجب عليك التوبة منه، وننصحك إن كانت هذه المرأة غير ذات دين وخلق أن تطلقها إرضاء لأبويك لما روى أحمد والترمذي وصححه الأرناؤوط أن عبد الله بن عمر قال: كانت تحتي امرأة أحبها وكان أبي يكرهها فأمرني أن أطلقها فأبيت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأرسل إلي، فقال ياعبد الله طلق امرأتك فطلقتها. وأما إن كانت تقية فلا مانع من الاحتفاظ بها، وعليك بذل الجهد في إرضاء أبويك وتوسيط أهل الخير ومن له جاه مقبول عندهما حتى يرضيا عن زواجك من هذه المرأة.