الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قراءة القرآن لقضاء حاجة معينة لا حرج فيها، إلا أن ما ورد في السؤال من التحديد بأعداد معينة لا دليل عليه، ولا نعلم أنها وردت في شيء من الأحاديث، بل إن فيها ما يصادم السنة، مثل: القراءة والإمام على المنبر يوم الجمعة.
ومن المعلوم أن التحديد في العبادات بغير دليل من الابتداع في الدين، وأدهى من ذلك وأمرُّ ما في السؤال من كلمات لا يعقل معناها، فإن الدعاء والرقية بما جهل معناه محرم عند أهل العلم، وعللوا ذلك بالخشية من أن يكون فيه كفر أو ما هو محرم شرعاً.
قال الشيخ حافظ الحكمي في سلم الوصول في بيان ما تشرع الرقية به وما تمنع:
ثم الرقى من حمة أو عين *فإن تكن من خالص الوحيين
فذاك من هدي النبي وشرعته *وذلك لا اختلاف في سنيته
أما الرقى المجهولة المعاني *فذاك وسواس من الشيطان
وفيه قد جاء الحديث أنه *شرك بلا مرية فاحذرنه
إذ كل من يقوله لا يدري * لعله يكون محض الكفر
أو هو من سحر اليهود مقتبس *على العوام لبسوه فالتبس.
وقال في شرح هذه الأبيات: أما الرقى التي ليست بعربية الألفاظ ولا مفهومة المعاني ولا مشهورة ولا مأثورة في الشرع البتة، فليست من الله في شيء، ولا من الكتاب والسنة في ظل ولا فيء، بل هي وسواس من الشيطان أوحاها إلى أوليائه؛ كما قال تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ. وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. وذلك لأن المتكلم به لا يدري أهو من أسماء الله تعالى، أو من أسماء الملائكة، أو من أسماء الشياطين، ولا يدري هل فيه كفر أو إيمان، وهل هو حق أو باطل، أو فيه نفع أو ضر أو رقية أو سحر. انتهى.
وراجع الفتاوى: 631/3570/32981/43863.
والله أعلم.