الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى المسلم أن يقصد بعمله وجه الله عز وجل، وأن يوحده بالقصد والإرادة، وأن يحذر على نفسه من الرياء وما شابه ذلك من المقاصد التي تبطل عمله، وقد تصل به إلى الشرك والعياذ بالله، وليعلم المسلم أن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، موافقاً لما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد صح في الحديث أن الله عز وجل يقول: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه. رواه مسلم وغيره.
ولكن على المسلم كذلك أن لا يفتح للشيطان باباً ويجعل له عليه سلطانا فيشككه في نيته وقصده، وربما قاده بعد ذلك إلى ترك العمل بحجة فقد الإخلاص، وهذا مدخل من مداخل الشيطان الخفية التي يجب على العبد التحرز منها، بل الواجب إخلاص القصد لله ومحاربة النفس من التوجه لغيره، وما عرض بعد ذلك من وساوس لا ينبغي الالتفات إليها فإنها من الشيطان، ولا تعيد الطهارة ولا الصلاة، ولمزيد الفائدة عن الوسواس وعلاجه تراجع الفتوى رقم: 51601وأما ما يتعلق بمخالطة الرياء للعمل هل يفسده أم لا؟ فقد فصلناه في الفتوى رقم: 49482وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.