الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر لك غيرتك على الدين وحرصك على نصرته والدفاع عنه، زادك الله حرصاً، وتقبل منك كل عمل صالح.
واعلمي أن علماء المسلمين قد اختلفوا في الذبيح من ولد إبراهيم عليه السلام، فذهب بعضهم إلى أنه إسماعيل عليه السلام، وذهب آخرون إلى أنه إسحاق عليه السلام، والقول الأول هو الراجح كما أشرنا إليه بالفتوى رقم: 26532، والفتوى رقم: 40594.
ولعل من المناسب أن نذكر هنا قول ابن العربي عند كلامه عن هذه المسألة في كتابه أحكام القرآن، حيث قال: وليست المسألة من الأحكام، ولا من أصول الدين، وإنما هي من محاسن الشريعة وتوابعها، ومتمماتها لا أمهاتها. انتهى
وأما موضع الذبح فهو محل خلاف أيضاً، وقد نقل القرطبي فيه أربعة أقوال في تفسيره: الأول: أنه بمكة في المقام، والثاني: أنه في المنحر عند الجمار، والثالث: أنه ذبحه عند جبل ثبير بمنى، والرابع: أنه ذبح بالشام، على بعد ميلين من بيت المقدس، ورجح القرطبي القول الأول ونسبه للأكثرين.
وأما القول بأنه عند هيكل سليمان على وجه التحديد فلا نعلم قائلاً به، وليس وراء هذه المسألة كبير عمل، والقول فيها ما قال ابن العربي في سابقتها.
والله أعلم.