الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواضح أن زوجك هذا رجل طيب وفاضل بدليل ما ذكرت عنه من تفهم لهذه المشلكة التي تؤرقك دائماً وهي عدم الرغبة في الجنس معه، ثم اعلمي أن هذا الشعور بعدم الرغبة قد يكون مرده إلى سحر أو عين، ولمعرفة العلاج راجعي الفتوى رقم: 8343، والفتوى رقم: 16755.
كما أنه من المحتمل أنه يعود إلى عدم اهتمام زوجك بمظهره، ومعلوم أن المرأة تحب تجمل الرجل لها كما يحب هو أن تتجمل له، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي المرأة لأن الله تعالى يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ.
وعلى كل فإن زالت المشكلة بمعالجتها عن طريق أحد تلك الأسباب فاحمدي ربك وإلا فالذي نراه مناسبا بالنسبة لحالك هو أن تصبري مع هذا الزوج الطيب الذي قد رزقك الله منه الذرية، وعليك بملازمة تقوى الله تعالى لأنه القائل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4} وكثرة دعائه سبحانه لأنه وعد السائلين بالإجابة في قوله جل ثناؤه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
ثم إننا نرشدك إلى أمر لعل فيه فائدة وهو الكف عن التفكير في غير زوجك من الرجال والتطلع إلى أحوالهم، وأخيراً ننصحك بعدم التعجل في طلب الطلاق من زوجك فمن يدري لعلك بذلك تكونين سببا في تضييع نفسك وولديك وهذا مالا نتمناه لك، بل عليك بالصبر والاحتساب، ونذكرك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والله أعلم.