الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد حرم الله الغيبة في كتابه ونعتها بأبشع الأوصاف، ولقد عدها ابن حجر الهيتمي من كبائر الذنوب، كما في كتابه: الزواجر عن اقتراف الكبائر، قال تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات: 12}.
هذا، وإن قولك عن زميك إنه (ديكتاتور) يعد من الغيبة المحرمة، ولا يشفع لك كونك تستحضر فضله ودوره في تأسيس العمل عندما تذكره بما يكرهه، فالغيبة كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. رواه أصحاب السنن.
وعليه، فإن الواجب عليك التوبة إلى الله والندم على ما بدر منك وعقد العزم على عدم العودة، وأن تذكر زميلك بالخير في نفس المجلس الذي ذكرته فيه بالشر، حتى لا تؤاخذ على ما تفوهت به من الغيبة.
واحفظ لسانك عما يرديك، فقد قال معاذ بن جبل: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ رواه ابن ماجه والترمذي، وقال: حسن صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
وقال بعض السلف: من عد كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه.
وانظر الفتوى رقم: 6082.
والله أعلم.