الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الكذب وأذية المسلم من الأمور المحرمة التي يجب الابتعاد عنها، ففي الكذب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وفي شأن أذية المسلم واحتقاره، ورد قوله صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. رواه الشيخان.
وقد عدَّ القرآن هذا من أشد أنواع البهتان والإثم، فقال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب: 58}.
وعلى هذا، فالواجب على أهل زوجك أن يتقوا الله تعالى فيك ويكفوا عن هذه الأكاذيب والإساءة، لأنها تخالف الدين والخلق الكريم تجاه زوجة ابنهم وأم أولادهم.
أما أنت أيتها الأخت فعليك بالصبر على ما يصدر من أقارب زوجك، وإياك أن تقابلي إساءتهم بالمثل، بل قابلي ذلك بالتي هي أحسن طلبا للأجر من الله تعالى ثم إرضاء لزوجك ثم حفاظاً على أسرتك من التصدع.
ومن هنا ندعوك إلى فتح صفحة جديدة معهم، فبدل التقاطع افتحي باب التواصل معهم بالزيارات، وخاصة في مناسبات الأفراح والأتراح، وإن استطعت أن تجمعي مع ذلك تقديم بعض الهدايا فذلك حسن وخير، وذلك لأن الهدايا تفتح القلوب، وتذيب الحقد والضغائن، لما روى البخاري في الأدب المفرد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تهادوا تحابوا.
وإن وجدت أن الأمر كله لا يجدي، فعليك مسايرتهم قدر المستطاع، وإياك أن تمنعي ابنتك من زيارة أهلها، فتكوني سبباً في قطع هذه البنت لرحمها، ولا يخفى ما في قطع الرحم من الإثم.
والله أعلم.