الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمساهمة في مساعدة أختك بما تقدرين عليه من صلة الرحم، وصلة الرحم من الأمور الشرعية التي أمرنا الله عز وجل بها، ووعدنا عليها الأجور العظيمة في الدنيا والآخرة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه. رواه البخاري ومسلم.
وقال تعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {البقرة: 215}، ولا ينبغي قطع صلة أختك لكونها شتمتك وأساءت إليك، فقد روى أحمد في مسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصل ويقطعوني، وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: لا. إذاً تتركون جميعاً، ولكن خذ بالفضل وصلهم، فإنه لن يزال معك ظهير من الله عز وجل ما كنت على ذلك. قال شعيب الأرناؤوط: حسن.
وليس الواصل على الحقيقة من يصل ذوي رحمه إذا وصلوه وأحسنوا إليه، بل الواصل من يصل من قطعوه، فقد روى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.
فنحن ننصح الأخت السائلة بالصبر على أختها والعفو عنها، وأن تستمر على صلتها بما تقدر عليه وما تعارف عليه الناس أنه صلة، ولا نستطيع أن نقول بأن أمك أخطأت في تصرفها لما قد يكون لها من المبررات والأسباب التي لم نطلع عليها، والتي قد تسوغ إيثارها.
والله أعلم.