الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا شك أنه لا ينبغي لمن خطبه أو خطب إليه صاحب دين وخلق أن يرفضه بدون سبب معتبر شرعاً، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره. وهذا بخلاف غير المرضي دينا وخلقا فلا شك أن الأولى رفضه، وبهذا تعلم الأخت السائلة أنها لا حرج عليها في رفض من تقدم لخطبتها أولا إذا لم يكن مرضيا دينا وخلقا أوكان رفضها إياه لمصلحة تقتضي ذلك ولو كان مرضيا، أما تأخير زواجها أو قلة الراغبين المتقدمين لخطبتها فليست دليلا على أن ذلك عقوبة من الله لردها للخطاب أو أنها أساءت، بل قد يكون الخير لها في ذلك، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}. أما بخصوص هذا الخاطب الأخير، فنقول لها: أولا: هذا الرجل لا يزال في مرحلة الخطوبة ولا يخفاك أن الخاطب أجنبي لذا فلتحذري من الخلوة معه أو الخضوع له في القول عند مخاطبته لأمر يستدعي مخاطبته، وإذا كان ذا دين وخلق كما ذكرت فنرجو أن يحمله دينه وخلقه على أن يكون هو الزوج الذي تتمنينه، وما لاحظت عليه قد يكون له ما يبرره، وعلى كل حال فلا نرى مانعا من قبوله كزوج والله الموفق.