الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله أن يتم لك هذا الأمر وأن يجعل لك فيه الخير في دنياك وأخراك وننبهك إلى الأمور الآتية. أولا: اعلم أنه لا يجوز الجلوس مع الفتاة الأجنبية ومحادثتها إلا إذا كان ذلك لحاجة وفي وجود محرمها، وأما الانفراد بها فلا يحل، وهو فخ ينصبه الشيطان للإنسان ويزينه له بدعاوى باطلة فلتحذر من اتباع خطوات الشيطان، فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر. وفي الحديث: ولا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه . وروى أحمد بسند صحيح من حديث عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. ثانيا: تمسك بهذه الفتاة فهي إن كانت كما ذكرت ذات الدين التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على الظفر بها بقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. ثالثا: عليك أن تحاول إقناع أمك بالموافقة على زواجك من هذه الفتاة، وذكرها بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم السابق بالحرص على ذات الدين فإن اقتنعت أمك وغالب الظن أنها ستقتنع ما دام أن اعتراضها على هذه الفتاة لمجرد الشكل فإذا رأت منك رغبة وحرصا على الزواج من هذه الفتاة فإنها ستوافق لأن الأم أحرص ما تكون على ما يسعد ابنها فإن وافقت فالحمد الله، وإلا فاصرف النظر عن الزواج منها، لأن طاعة أمك مقدمة على زواجك من امرأة بعينها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 6563. وأما بشأن وعدك لها بالتقدم لخطبتها في شهر معين فلا بأس، وعليك أن تفي بهذا الوعد إن لم يمنعك منه مانع كعدم موافقة أمك.