الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم رحمك الله أن علاج هذه الحالات وأمثالها بأمرين ذكرهما ابن القيم رحمه الله، قال: أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً، فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً، يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
والثاني: من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان أيضاً. انتهى.
فإذا تحققت فيك المواصفات المطلوبة في المريض، ولم تستفد عند المعالج الأول، فابحث عن معالج آخر أمهر منه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا قد أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله. رواه أحمد عن ابن مسعود.
فدل على أن المعالجين متفاوتون في معرفة طرق العلاج والتشخيص، فنوصيك أخي الكريم بكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى وعدم اليأس من فضله وشفائه، وبالمواظبة على قراءة القرآن والأذكار الواردة عند النوم وطرفي النهار وهي موجودة في كتاب حصن المسلم أو الكلم الطيب، والمحافظة على صلاة النوافل في البيت، وإخراج ما يجلب الشياطين ويمنع دخول الملائكة من الصور والتماثيل، والله نسأل أن يذهب عنك وعن أهلك ما تجد، وما ذلك على الله بعزيز.
والله أعلم.