الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن يكون المسلمون على أحسن حال من الألفة والمودة، لأن هذا أمر قد حث عليه الشرع الحكيم، والواجب الحذر من كل ما من شأنه إشاعة الفرقة وفساد ذات البين، روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا. وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة. قال الترمذي: وقوله الحالقة يقول إنها تحلق الدين.
ويغلب في العادة أن يوجد شيء من الغيرة بين المرأة وأهل زوجها، وقد يصل الأمر لدرجة الخصام، وغالباً ما يكون السبب بعض الظنون، دون أن يكون لها أساس من الصحة، والسبيل الصحيح للحيلولة دون حدوث شيء من الفرقة وعدم الوئام، أو لعلاج ذلك إن وجد هو حمل هذه التصرفات على السلامة، وعدم اعتقاد خلافها دون بينة، إضافة إلى التثبت كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا {الحجرات:6}، وإن حصل شيء من ذلك حقيقة كان التغاضي والصفح وهما السبيل القويم والتصرف السليم في مثل تلك الحالات.
وعلى هذا فلا ينبغي أن تحملي هذا التصرف الذي صدر منها على أنه دليل على كرهها لك ونحو ذلك، والأولى فيما إذا غلب على ظنك أن قصدهم شيئ من ذلك أن تصارحيها وأن تذكريها بما أرشد إليه الشرع من المودة والمحبة بين المسلمين، خاصة وأن بينكم مصاهرة، فنوصيك بأن تهوني على نفسك.
والله أعلم.