الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى من أصيب بالتردد أو الخوف من اتخاذ القرارات أن يستشير ذوي الخبرة، وأن يستخير الله قبل اتخاذ القرار أو الإقدام على العمل، ثم يعزم العزمة ويمضي، وانظري الفتوى رقم: 4823.
وأما بالنسبة لما شكوت منه من الاكتئاب وتضخيمك لبعض الأمور، فاعلمي أن الأمر أيسر مما تظنين، فلا تعطي الأمور أكبر من حجمها الطبيعي؟ ثم لماذا الخوف والتلعثم عند الحديث مع الناس؟ أليس من تتكلمين معهم هم أهلك ورحمك وصديقاتك؟ لماذا لا تنطلقين في الحديث معهم وتعبرين عما بداخلك بثبات وبلغة واثقة؟ هل هم قضاة سيحاكمونك إذا أخطأت؟ إنهم جميعاً يحبونك ويحبون لك الخير ولا يتصيدون أخطاءك، فأقدمي ولا تحجمي، وثقي بالله أولاً ثم ثقي بقدراتك.
وأما الصمت الذي تشكين منه، فإنك قد تمدحين عليه إذا كان صمتك عما حرم الله من الغيبة والنميمة والكذب واللغو وسائر المحرمات، ولكن لا ينبغي لك أن تصمتي عن قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت. رواه البخاري ومسلم.
ثم إننا ننصحك باللجوء إلى الله أن يشرح صدرك وأن يطلق لسانك بالحق، وأن يقوي عزمك، فاسأليه وألحي عليه، فإنه لا يرد من سأله ورجاه، واعلمي أن الأخلاق يمكن اكتسابها بالتدرب عليها شيئاً فشيئاً حتى تصبح سجية وطبعاً.
والله أعلم.