الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا يجب حفظ القرآن كله على كل شخص من الأمة ولكن يستحب. كما قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: واتفقوا على استحباب حفظ جميعه. اهـ. وأما نسيانه أو شيء منه بعد حفظه فهو تفريط في هذه النعمة العظيمة ودليل على عدم الاعتناء بها، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فإن نسيان القرآن من الذنوب. بل عده بعض السلف من كبائر الذنوب. وانظر تفصيل أقوالهم في الفتوى رقم: 19089. فينبغي لك أخي السائل أن تهتم بما حفظته من القرآن الكريم وأن لا تفرط فيه لا سيما وأنك حفظت نصفه، واعلم أن استماع القرآن لا يغني عن تلاوته فلكل أجر، ومن لم يقرأ القرآن فهو هاجر لتلاوته. وأما قولك هل يجب ختم القرآن كله في فترة، فلا يجب ختمه في فترة معينة ولا يجب أن تقرأ كل يوم شيئا منه إلا أنه يكره له أن يؤخر ختم القرآن أكثر من أربعين يوماً، قال ابن قدامة: لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عبد الله بن عمر وفي كم يختم القرآن، قال: في أربعين يوماً، ثم قال: في شهر، ثم قال: في عشرين، ثم قال: في خمس عشرة، ثم قال: في عشر، ثم قال: في سبع. لم ينزل من سبع أخرجه أبو داود. ا.هـ. وقال إسحاق بن راهويه: يكره للرجل أن تمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ القرآن فيها. وأما حديث: يقال لقارئ القرآن اقرأ وارتق ورتل. فقد قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود رحمه الله تعالى: ويؤخذ من هذا الحديث أنه لا ينال هذا الثواب العظيم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له. اهـ. فيخشى على من نسي القرآن بعد حفظه أن يفوته هذا الأجر العظيم. وأما الكتب التي ننصح بقراءتها في آداب القرآن فإننا ننصح بكتاب الإمام النووي ( التبيان في آداب حملة القرآن) فهو من أفضل الكتب المصنفة في هذا الباب.