الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذا الحديث قد أخرجه الإمام مسلم وأحمد وهو صحيح، ويستفاد منه دروس كثيرة منها: أن على الإنسان أن لا ينظر إلى الأشياء بعين الحرص. ـ أن يقوي ثقته بالله ـ وأن المتعين على من رزق شيئا أو أكرم بكرامة هو أن يشكر الله ولا يحدث تغييرا. ـ ويستفاد منه بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الله أمده بالمعجزات. ـ وتستفاد منه قدرة الله تعالى على إيجاد ما هو مخالف لتصور الإنسان وغير ذلك مما يطول ذكره. وللحديث شواهد كثيرة، منها ما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني. قال أهل العلم: إن الطعام المكيل يكون فناؤه معلوما للعلم بكيله، والطعام غير المكيل فيه البركة لأنه غير معلوم مقدراه. وراجع للمزيد فتح الباري وغيره من كتب الحديث.