الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الغالب عادة أن يكون شيء من عدم الود بين المرأة وأهل زوجها، وكثيراً ما يحمل أهل الزوج زوجته ما قد يحصل له من مفاسد أو فشل في حياته، ولذا فإن ما حدث اتجاهك من أهل زوجك ليس بالأمر الغريب عادة، وهو نوع من الابتلاء الذي قد يواجه المسلم أو المسلمة في حياتها، ودواؤه الصبر عليه، لتكون العاقبة كفارة السيئات ورفعة الدرجات. روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى لله وما عليه خطيئة. وإن مما يزيدك رفعة في الدنيا والآخرة عفوك عن أهل زوجك فيما صدر منهم من ظلم لك وتقصير في حقك، فقد روى مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا. بل وينبغي أن تطاوعي زوجك فيما أمرك به من زيارة أهله، لأن في ذلك برا به وإحسانا إليه وإن خشيت على نفسك أذى منهم فلا تطاوعيه، والأولى حينئذ مصارحته بذلك ـ وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 4180، والفتوى رقم: 49762. واعلمي أنه يلزمك الحجاب أمام الرجال الأجانب ولو كانوا أقارب للزوج كإخوانه ونحوهم، وأما الرحم فلا تثبت بينك وبين أهل زوجك بمجرد المصاهرة، وقد اختلف العلماء في حد الرحم التي تجب صلتها، وقد ذكرنا الخلاف وما نراه راجحاً بالفتوى رقم: 11449 .
والله أعلم.