الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن تصلح بين إخوتك وتزيل ما بينهم من التباغض فإنه مذموم عند الله تعالى، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ..... ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا. وفي الإصلاح بين الناس من الخير ما لا يعلم قدره إلا الله، قال الله تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:114}، فإن لم يستجيبوا لك فوسط إليهم أهل الفضل والصلاح، وواظب على الدعاء لهم بالتأليف والاستقامة، فقد روى الإمام مسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث أم الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل.
ثم إنه لا يجوز لك أن تظن بزوجة أخيك السحر ما لم تجد لذلك دليلاً، وأعلم أن صلة الرحم من أعظم القربات وأزكاها عند الله تعالى، وقطيعتها معصية وإثم كبير، وأدنى مراتب الصلة تكون بالسلام وبالكلام، وأعلاها بالزيارة وهبة المال، ويتحدد القدر الكافي في الصلة بالعرف، فما تعارف عند الناس أنه صلة أو قطع، فهو المعول به، وعليه فإذا كان في عرف البلد الذي أنت فيه يكفي الاتصال بالهاتف فذاك وإلا فلا.
والله أعلم.