الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أجمع العلماء على تحريم سفر المرأة بدون محرم إذا خيفت الفتنة، واختلفوا في سفرها دون محرم مع أمن الفتنة، فذهب البعض إلى تحريم سفرها ولو أمنت الفتنة أخذا بعموم ألفاظ الأحاديث الواردة في المنع، والتي منها ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم. وفي حديث آخر: ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. فمنهم من أخذ بالمنع، سواء قرب السفر أو بعد، شابة كانت أو عجوزاً، معها رفقة مأمونة أم لا.
وذهب المالكية والشافعية إلى أنها يجوز أن تسافر بدون محرم إذا وجدت معها رفقة مأمونة، وخص هذا الحكم بعض أهل العلم بحجة الضرورة، أي حجة الفرض.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وتحج كل امرأة آمنة مع عدم محرم لزوال العلة.
وعلى كل حال، فإن أمن الفتنة بالنسبة للشابة لا يكاد يتحقق في هذا الزمان، وعليه فالواجب أن لا تسافري بدون محرم، لأن ذلك محرم، وبر والديك واجب، وإذا تعارض الواجب مع المحرم، كان ترك الحرام أولى من فعل الواجب، إذ لا طاعة في المعصية، كما في الحديث الشريف.
والله أعلم.