الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن اختلاءك بهذا الرجل الأجنبي، وممارستكما للزنا من أشنع المحرمات، وأعظمها قبحاً، ويزداد قبح الزنا وتغلظ عقوبته في حق المتزوج أكثر من غيره، لكن نحمد الله واحمديه أن منّ عليك بالتوبة، واعلمي أن من لوازمها قطع الصلة بهذا الشاب أو غيره من الرجال الأجانب، والندم على ما فات، وعقد العزم على عدم العود إلى مثل هذا الذنب، فإن كانت توبتك على هذا النحو فأبشري بفضل الله تعالى حيث إنه وعد التائبين بقبول توبتهم بالغة ذنوبهم ما بلغت، فقال سبحانه وتعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.
وأخرج الترمذي وغيره، وصححه الألباني عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.
ومما يقوي هذه التوبة كثرة الأعمال الصالحة وملازمة مراقبة الله تعالى في السر والعلن وصحبة الخيرات وقراءة سير الصالحين والتأسي بهم والحذر من المعاصي وصحبة أهلها.
هذا وننبهك إلى أمرين مهمين:
1/ أنه لا يجوز لك أن تبوحي بهذا الذنب لأحد، بل عليك أن تستتري بستر الله، لما في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .... أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله.
2/ أن هذا الفعل، وإن كان شنيعاً إلا أنه لا ينبغي أن يفسد علاقتك بزوجك، وهو لا يؤثر على صحة زواجكما في قول كافة العلماء، كما نص عليه ابن قدامة في المغني بقوله: وإن زنت امرأة رجل أو زنى زوجها لم يفسخ النكاح، سواء كان قبل الدخول أو بعده في قول عامة أهل العلم.
والله أعلم.