الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التنكب عن منهج الله الذي فيه صلاح البشرية وسعادتها هو السبب في وقوع مثل هذه الانحرافات.
فقد حدد الإسلام طريقاً واحداً للعلاقة بين الرجل والمرأة وهو الزواج الشرعي، فحرم أي علاقة أخرى خارج هذا الإطار حتى لا تحصل الفتنة التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم.
والله سبحانه وتعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النــور: 21}.
ولا شك أن ما وقعت فيه من فاحشة مع هذه الفتاة هو بسبب اتباع خطوات الشيطان، وبسبب العلاقة غير الشرعية معها.
فيجب عليك التوبة إلى الله من هذه الفاحشة التي وقعت فيها، وقطع علاقتك بهذه الفتاة فوراً، فإن الزنا كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، كما قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء: 32}.
وكفارة الزنى: التوبة الصادقة إلى الله تعالى، بالندم والاستغفار والعزم الأكيد على عدم العود.
وننصحك بالسعي في طلب الرزق، والبحث عن عمل مباح، والزواج فوراً حال التمكن من ذلك، إذ أن الفراغ وعدم إعفاف نفسك بالحلال من أسباب ما وقعت فيه من المحرمات، ولا يجوز لك الارتباط بهذه الفتاة إلا إذا تابت توبة صادقة، فإن تبتما توبة صادقة نصوحاً، فإن التوبة تجب ما قبلها، ونرجو أن لا تؤثر تلك العلاقة على مستقبلكما بعد الزواج، ولتكثرا من الأعمال الصالحة والتعويض عن ما بدر منكما من جرم في حق الله سبحانه إذ أن الحسنات يذهبن السيئات.
والله أعلم.