الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العفو والسماح خلق فاضل حث عليه الشرع، ويجوز أن يعامل به الكفار ولا سيما إذا كان يؤمل أن يهتدوا ويتأثروا بأخلاق الإسلام، فقد أمر الله نبيه بالصفح عن الكفار فقال: فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {المائدة:13}، وقال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ {الأعراف:199}، ونرجو من الله أن يأجرك على ذلك لقوله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، ويجوز لك أيضا إذا كنت قادرا أن تقتص منهم لقول الله تعالى: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ {الشورى:41}.
ثم إن الظالم توعده الله بالأخذ من حسناته لصالح المظلوم فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات المظلوم فطرح عليه ثم ألقي في النار ولا شك أن الكفار ليس عندهم حسنات ولا نعلم دليلا يمنع من أخذ سيئات المظلوم وطرحها عليهم، وراجع الفتوى رقم: 4603، والفتوى رقم: 22000.
والله أعلم.