الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن أنفع شيء للمرء في جلب أي نعمة يريدها أو دفع أي كرب يصيبه هو التوجه إلى الله تعالى بصدق نية وإخلاص، فيلتزم بأداء ما افترض عليه ويبتعد عما نهي عنه، ويواظب على ذكر الله وتلاوة القرآن، ويحافظ على النوافل والأدعية المأثورة في السنة لتفريج الهم والقلق. ومن هذه الأدعية ما أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن، اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. وأخرج أحمد وأبو داود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفت عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت. فعلى أمك أن تتوجه إلى الله تعالى فإن بيده كل شيء وهو وحده القادر على رفع ما أصابها، وعليك بالدعاء لها في أوقات السحر وبعد الصلوات. فإن دعاء المؤمن لأخيه مستجاب. والله أعلم.