الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تذكر الذنب لا ينقض التوبة، لأن الله تعالى تجاوز عن حديث النفس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي بما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل. متفق عليه عن أبي هريرة، وقد يحمد إن صحبه انكسار وندم واستغفار.
ولكن احذر، فإن تذكر الذنب بين الفينة والأخرى والتفات القلب إليه قد يجعل الإنسان يحن إلى الذنب، فلابد في هذه الحالة من نسيان الذنب أو تناسيه وقطع الاسترسال في تفكره.
قال ابن الجوزي: إنك إذا اشتبك ثوبك في مسمار رجعت إلى الخلف لتخلصه، وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك أفلا تنزعه... انزعه ولا تدعه بقلبك يغدو عليك الشيطان ويروح، اقلع الذنب من قلبك. اهـ
قال ابن تيمية: فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب فهذه التوبة النصوح. اهـ من مجموع الفتاوى.
فإذا غلبك تذكر الذنب فاجعله منطلقاً لتصحيح وتجديد التوبة النصوح بالاستغفار والأعمال الصالحة، وهناك بعض الأمور التي تعين المرء على نسيان الذنب منها هجر أماكن المعصية، ومصاحبة الأخيار، والانشغال بالطاعات، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
2/ فإن الراتب ليس فيه زكاة حتى يبلغ النصاب بنفسه أو بما انضم إليه من مال آخر من ذهب أو فضة أو نقود أو عروض تجارة ويحول عليه الحول، وأما مقدار النصاب فهو ما يساوي عشرين مثقالاً من الذهب أي (85 جراماً) و 595 جراماً من الفضة فيزكيه عند تمام الحول منذ تمام النصاب، وما جاء من الرواتب بعد بلوغ النصاب، فقد بينا كيفية إخراج زكاته في الفتوى رقم: 20603. فراجعها.
وننبه السائل إلى أنه يجب عليه عدم التعامل مع المصرف إن كان ربوياً ومحاولة البحث عن مصرف إسلامي، فإن لم يتيسر واضطر إلى وضعه في بنك ربوي فليكن في حساب جار.
والله أعلم.