الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالذين تنبغي مصاحبتهم من الناس هم المتقون الصلحاء، وأما أهل السوء والأهواء الفاسدة فإن في مصادقتهم مخاطر مختلفة، ويكفي للابتعاد عنهم أن نتذكر تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من جلساء السوء قال: مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير. رواه البخاري ومسلم. وفي حديث آخر. رواه أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. ومع ما يمكن أن يجلب أصدقاء السوء لمن يصحبهم، فإنهم يتبرؤون يوم القيامة ممن يصادقهم ويعادونه، قال تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:67}.فعليك ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن تنصحي صديقتك هذه بالابتعاد عما حرم الله تعالى، والتوبة مما كان صدر منها، وتسعي وتبذلي لإقناعها بكل الوسائل، فإن لم ترعو ولم تسمع دعوتك فانجي نفسك وحصلي صديقات غيرها صالحات يعنك على الطاعة، ويذكرنك بالله. ولكن لا يعني هذا مقاطعتها وعدم رد السلام عليها أو ابتداءها بالسلام إلا إذا كان في هجرها ردع لها عما هي فيه من المعصية.