الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان فرع المعاملات الإسلامية في البنك المذكور يسير في تعاملاته وفق ما تقرره اللجنة الشرعية المشرفة عليه، فلا مانع من العمل فيه، بشرط أن تكون هذه اللجنة ذات ثقة قوية مأمونة، وأن يكون عمل هذا الفرع منفصلا عن عمل البنك الربوي، وراجع في هذا الفتوى رقم: 8227، 47194.
علما بأنه لا يستحيل أن تتحول البنوك الربوية إلى بنوك إسلامية، أو أن تكون للبنوك الإسلامية السيطرة والهيمنة، إذ الإسلام هو الأصل في التعامل المصرفي، والبنوك التجارية طارئة عليه، فكيف يستحيل إلغاء الطارئ وإعادة الأصل! إن ثقتنا في الله تعالى وتوكلنا عليه سببان رئيسان في عودة الدين إلى أهل الأرض. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ {الرعد: 11}. فكما امتلأت الأرض فسادا بمعاصي بني آدم، فالنتيجة الحتمية للعودة إلى الإسلام أن تمتلئ الأرض عدلا وصلاحا.
والله أعلم.