الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من مات من أبناء المسلمين قبل البلوغ فهو في الجنة، فقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، قال النووي في شرح مسلم: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس بمكلف، وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة مذاهب: قال الأكثرون هم في النار تبعا لآبائهم، وتوقفت طائفة فيهم، والثالث وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم في الجنة، ويستدل له بأشياء منها: حديث إبراهيم عليه السلام حين رءاه النبي صلى الله عليه وسلم وحوله أولاد الناس، قالوا: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين. رواه البخاري.
ثم ساق أدلة أخرى على ترجيح هذا القول من الكتاب والسنة.
وعلى هذا، فإن من مات من الصبيان عموماً قبل البلوغ، فإنه في الجنة بغض النظر عن حال أبويه.
وأما دعاء الوالدين على ولدهما بالموت قبل البلوغ أو بعده، فلا يجوز تحت أي مبرر، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس وعلى الولد وعلى المال.
فقال صلى الله عليه وسلم: لا تدعو على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم، لا توافقوا مع الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم. رواه مسلم.
ولكن عليهما أن يدعوا له بالهداية والصلاح والخير مع طول العمر في طاعة الله تعالى، كما أن عليهما أن يسعيا في تربيته التربية الصالحة، فهذا لا شك أفضل وهو المطلوب والمرغوب شرعاً.
والله أعلم.