الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمذي سائل يخرج عادة عند حصول اللذة الصغرى، وهو نجس وناقض للوضوء، ويجب منه غسل الذكر، ففي الصحيحين من حديث المقداد بن الأسود أن علياً رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته مني فأمرت المقداد فسأله، فقال: يغسل ذكره ويتوضأ.
وعليه، فإذا شعرت أثناء الصلاة بتلك اللذة التي يخرج منك بها عادة مذي، فإن الوضوء لا يبطل إلا أن يكون المذي قد خرج بالفعل فيمكنك إذا أن لا تقطع صلاتك، وإذا أكملتها وانصرفت إلى الحمام ووجدت مذياً وجب عليك غسل الذكر وتطهير ما تنجس من ثوبك ثم تتوضأ وتعيد الصلاة، وإن لم تجد شيئاً فلا شيء عليك.
وأما الصيام، فإنه لا يفسد ولو خرج المذي على المرجح من أقوال أهل العلم ما لم يخرج مني، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 747.
واعلم أن هذا الشعور الذي عندك اتجاه الذكور والتلذذ بهم بالدرجة التي ذكرت هو ما يؤدي إلى اللوطية، فالواجب عليك اعتزال من تؤدي مخالطته منهم إلى هذا الشعور، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم إن عليك أن تتزوج إذا لم يكن الصوم يكفي في إزالة ما بك، والتكاليف المادية ليست عذراً لترك الزواج في مثل حالتك، والله تعالى قادر على أن يعينك وييسر لك نفقات الزوجية، وعليك بالدعاء والتضرع إلى الله ليكشف ما بك، فإنه وحده القادر على ذلك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لطاعته ويعينك على تجنب الحرام.
والله أعلم.