الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الظاهرة التي تشكو منها قد أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا. رواه البخاري ومسلم.
هذا، وينبغي على طلاب العلم أن يتثبتوا مما ينقل عن العلماء والدعاة، وأن يحملوه على أحسن المحامل حتى لا يظنوا بهم سوءا فيقعون في أعراضهم ويطعنون فيهم، وانظر الفتوى رقم: 4402، ودونك نصيحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى لمن انشغل بجرح الدعاة إلى الله في الفتوى رقم: 18788.
والحل يكمن في التفاف الشباب حول علماء الأمة الأثبات، وأن يكونوا تبعا لهم، وأن يتعلموا الآداب ويحرصوا على تحصيلها كما يحرصون على طلب العلم، فقد كان بعض السلف يقولون: ليكن علمك وأدبك دقيقا. وكان بعضهم يرسل ابنه للإمام مالك ويقول: اذهب فتعلم أدب مالك قبل فقه مالك.
كما ينبغي إشاعة العلم في ربوع الأمة، والحرص على استفاضة البلاغ العام قياما بأمر الله، وعلى الشباب أن يعوا المخططات التي تحاك لصرفهم عن معالي الأمور وتشغلهم بأنفسهم.
وإن من السذاجة أن يكون بأس الدعاة وطلاب العلم بينهم شديدا، بينما يمكر أعداء الدين الليل والنهار ليطمسوا هوية هذه الأمة.
وأما سؤالك بم يبدأ المسلم في تدينه، فنقول: يجب عليه امتثال الواجبات بقدر المستطاع، وأن يكف عن الحرام.
قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16}. وقال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه، وقال أيضا: اتق المحارم تكن أعبد الناس. رواه الترمذي.
هذا، وإن من الواجبات على الرجال إعفاء اللحية، ومن الواجبات على النساء الحجاب الشرعي المستوفي للشروط.
كما يجب على كل مسلم أن يتعلم أركان الإيمان إجمالا، وكذلك يجب أن يتعلم فروض الأعيان حتى يعبد الله على الوجه الذي يرضيه عنه، وما زاد على ذلك فحسن.
وأما بالنسبة للكتب التي يتم من خلالها التفقه في الدين فكثيرة، وللفائدة راجع الفتاوى التالية: 2410، 22774، 31659.
والله أعلم.