الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان للأشياء التي تفسد الصوم، وذلك في الفتوى رقم: 25751.
أما بخصوص هل هناك جنس ثالث أو رابع، فالجواب أن الله تعالى خلق البشر الغالب ذكر وأنثى، لقول الحق سبحانه: فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى {القيامة:39}، وقد يحدث أن الله تعالى يجمع في الإنسان الواحد صفتي الذكورة والأنوثة كأن يكون له فرج رجل وقبل امرأة، وهذا ما يعرف عند الفقهاء بالخنثى المشكل. يقول القرطبي في تفسيره نقلاً عن ابن العربي: وقد أنكر قوم من رؤوس العوام وجود الخنثى، لأن الله تعالى قسم الخلق إلى ذكر وأنثى، قلنا هذا جهل باللغة وغباوة عن مقطع الفصاحة وقصور عن معرفة سعة القدرة، أما قدرة الله فإنه واسع عليم، وأما ظاهر القرآن فلا ينفي وجود الخنثى، لأن الله تعالى قال: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء.
ولعل المقصود بالجنس الثالث اليوم في عرف الناس هم المخنثون، أما الجنس الرابع فلا ندري ماذا يقصد به، ويراجع الفتوى رقم: 18605.
والله أعلم.